```html
باعتبارها أكبر هضبة أوروجينية على سطح الأرض، شهدت هضبة تشينغهاي-التبت تشوهاً قشرية معقدةً نتيجة الاصطدام والضغط المستمر بين الهند وأوراسيا، الذي انطلق قبل نحو 60–50 مليون سنة. يسجل هذا الاصطدام تطوّر الاضطرابات القشرية والآليات التي تسري في باطن القارات. ولذلك، تُعتبر هضبة تشينغهاي-التبت مختبراً طبيعياً مثالياً لدراسة اصطدام القارات وديناميكياتها. وحتى اليوم، يواصل الاصطدام اعتباراً من الهند آسيا، مما يدفع الهضبة إلى مزيد من التوسع الجانبي.
تشير أحدث نتائج التأريخ إلى أن الجزء الغربي من جبال تشيليان، الواقع على الحافة الشمالية الشرقية للهضبة، ارتفع وأصبح جزءاً من هضبة تشينغهاي-التبت خلال العصر الميوسيني المبكر. وبما أنه أُخِّر تكوينه مقارنة ببقية الهضبة، فإن جبال تشيليان الغربية تمثل مجالاً رئيسياً لاختبار نماذج نشأة هضبة تشينغهاي-التبت.
اقترح عدد من الباحثين آليات لتشوه القشرة على الحافة الشمالية الشرقية للهضبة، ولكن مع تزايد الأدلة زاد تعقيد التفسير، ولم تعد هذه الآليات تفسر المشاهدات الجديدة بشكل كامل. ومن هنا تنبع الحاجة لاستخدام أساليب ذات دقة أعلى لاستكشاف بنية القشرة في هذه المنطقة.
يُعتبر التصوير الانعكاسي الزلزالي العميق من الطرق المعترف بها دولياً لرسم بنية القشرة الأرضية بدقة عالية. ولذلك، فإن استخدام بيانات الانعكاس الزلزالي العميق المعاد معالجتها في هذا البحث يوفّر دليلاً علمياً مهماً لفهم نمط التشوه القشري في الحافة الشمالية الشرقية للهضبة.
أعاد الباحثون معالجة بيانات الانعكاس الزلزالي العميق عالية الدقة، التي جُمعت في التسعينيات، لإعداد مقطع عرضي يعبر الحافة الشمالية الشرقية لجبال تشيليان الغربية ووادي هيكسي. وتميزت الصورة المحسنة بنسبة إشارة إلى ضوضاء أعلى، كشفت عن صدع جبال تشيليان الشمالية المائل نحو الجنوب (NQSF)، وعن صدع مائل آخر يمتد إلى القشرة السفلية وسُمي «الدفع الحدودي الشمالي» (NBT).
علاوة على ذلك، توضح الصورة المعاد معالجتها أكثر وضوحاً هندسة القشرة تحت تقاطع جبال تشيليان الغربية ووادي هيكسي، مما يثري فهمنا للعمليات المسؤولة عن نمو الحافة الخارجية للهضبة.
يكشف المقطع الزلزالي المعاد معالجته عبر تقاطع الحافة الشمالية لجبال تشيليان الغربية ووادي هيكسي عن تشوّه قشري مزدوج الطبقات تفصلهما منطقة انفصال عند عمق \( 14\text{–}24\,\mathrm{كم} \). ويظهر التشوه فوق طبقة الانفصال كسلسلة صدوع دفعية مائلة نحو الجنوب تنتهي عند هذه الطبقة، بينما يتم تضاعف القشرة تحتها. كما يشير هيكل موهو المحلّل إلى دفع الغلاف الصخري الآسيوي تحت الحافة الشمالية الشرقية للهضبة.
وبدمج هذه النتائج مع الملاحظات الجيولوجية والجيوفيزيائية السابقة، يقترح الباحثون نموذجاً تطورياً لآلية النمو الخارجي عبر جبال تشيليان الغربية، الحافة الشمالية الشرقية لهضبة تشينغهاي-التبت (انظر الشكل 1). وتُثري هذه النتيجة فهم بنية القشرة في الحافة الشمالية الشرقية للهضبة، وتقدم قيمة مرجعية مهمة لدراسة آليات التشوه القشري في الهضبة بأسرها.