```html
الصورة: أجرى باحثون من جامعة تسوكوبا دراسة عن تجديد الجلد استغرقت عامين في مناطق مختلفة من جسم السمندل البالغ Cynops pyrrhogaster. التئمت جروح هذه الحيوانات بسرعة فائقة خلال أيام معدودة دون التهاب مطوّل. وبفضل هذا الشفاء السريع، لم تتشكّل حبيباتٌ أو تليفٌ جلدي، وبالتالي لم تظهر ندوب. استطاع الجلد أن يتجدّد بالكامل. وتوفّر هذه النتائج دليلاً هامًّا على أن هذا النوع من السمندل قد يشكّل نموذجًا مثاليًا لفهم كيفية منع تكوّن الندوب في جلد الإنسان.
تسوكوبا، اليابان – رغم أن جلد الإنسان يلتئم من الإصابات والجروح، إلا أن كثيرًا منا يظل يعاني من ندوبٍ تترك آثارًا دائمة. يحدث تكوّن الندوب لدى الثدييات البالغة لأن عملية تجديد الجلد لا تكتمل تمامًا. ويشكل هذا تحديًا أمام الأطباء الذين يسعون لإجراء عمليات جراحية دون ترك ندوبٍ بعد الشفاء. في مقالٍ نُشر حديثًا في مجلة Biomedicines، قاد فريق من جامعة تسوكوبا دراسةً لاستخدام السمندل البالغ Cynops pyrrhogaster كنموذج لدراسة الشفاء بدون ندوب، بهدف تطوير تقنيات جديدة في مجال الجراحة والطب التجميلي.
عند حدوث إصابة، تنمو خلايا البشرة، وهي الطبقة الخارجية من الجلد، وتهاجر لتغطية الجرح فيما يُعرف بإعادة التغطية بالبشرة. ومع ذلك، لا يحافظ الجلد دومًا على لونه وملمسه الأصليين، ما يؤدي إلى ظهور الندوب. تعمل عمليتا التكوين الحبيبي والتليف الجلدي على تشكيل هذه الندوب، مما جذب اهتمام العلماء الذين يهدفون إلى تقليل الآثار بعد الإجراءات السريرية. وقد استخدمت البرمائيات كنماذج حيوية لدراسة هذه العملية، نظرًا لافتقارها لتكوّن الندوب قبل مرحلة التحول، لكن الآليات في الجلد الناضج لم تكن واضحة تمامًا.
استأصل الفريق قطعًا صغيرة من الجلد من أجزاء مختلفة من أجسام السمندلات البالغة، شملت الرأس والجذع والأطراف والبطن، ورصدوا تقدم الشفاء والتجديد بشكل دوري على مدى عامين، مع متابعة إعادة التغطية بالبشرة، وغياب التليف الجلدي، واستعادة اللون والملمس والزوائد الجلدية.
مع ذلك، لم يتم استعادة نمط اللون الأصلي على الطبقتين الظهرية والبطنية للجلد، لكن الباحثين اعتبروا ذلك مشكلة خاصة بهذه الأنماط اللونية للسمندل، لا تؤثر على صلاحية النموذج البشري. وخلصوا إلى أن Cynops pyrrhogaster قد يمثل نموذجًا فريدًا لفهم تجديد الجلد ومنع الندوب في البشر.
درس الفريق أيضًا عمليتي التجديد على المستوى الماكروسكوبي والميكروسكوبي. إذ تميل الجروح إلى الشفاء خلال أيام قليلة، بينما يحتاج الجلد لأشهر أو حتى عامين ليكتمل تجديده. وعبر التحليل الجيني، لوحظ أن علامات الالتهاب ظهرت لفترة قصيرة جدًا أثناء فترة الشفاء.
بشكل عام، تقدم هذه النتائج أساسًا قويًا للدراسات المستقبلية على البشر التي تهدف إلى منع تكوّن الندوب في جلد الإنسان بعد الإجراءات الطبية المختلفة.