قد يساهم التبرع في علاج سرطان الدم

صورة: البقاء دون تقدم للمرض: مقارنة بين زرع دم الحبل السري وزرع المتبرع المتوافق مع مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA)

المصدر: يوشيميتسو شيمومورا وآخرون. أوساكا، اليابان – يُعدُّ سرطان الدم النخاعي الحاد (AML) من أكثر أنواع سرطان الدم شيوعًا، ويتميز بمعدلات بقاء منخفضة نسبيًا. ويعد هذا المرض قاتلًا خصوصًا لدى المرضى المصابين بالـ AML المقاوم للعلاج أو المرتد (R/R AML)، أي الذين لم يعد سرطانهم يستجيب للعلاج أو انتكس بعد فترة من الهدوء. في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Leukemia، قارن فريق بقيادة باحثين من جامعة أوساكا معدلات البقاء لهؤلاء المرضى الذين خضعوا لنوعين مختلفين من زراعة الخلايا الجذعية لتحديد الخيار الأكثر فعالية.

يحتاج مرضى R/R AML إلى استراتيجيات علاجية فعّالة، إذ لا يتجاوز معدل البقاء لديهم لخمس سنوات 10%. ويُعدُّ زرع خلايا الدم الجذعية (HSCT) الخيار العلاجي الوحيد المتاح. تعتمد هذه الطريقة على نقل خلايا جذعية متبرع بها، أي مأخوذة من شخص آخر غير المريض. ويمكن أن يكون HSCT فعالًا جدًا ويُعتبر علاجًا جذريًا للسرطان، لكن من الضروري أن يكون المرض في حالة هدوء تام قبل الإجراء، إذ إن المرضى ذوي الحمل المرضي العالي غالبًا ما ينتكسون بعد الزرع.

يعد اختيار المتبرع من أبرز عوامل نجاح الزرع، وقد أصبح زرع المتبرع المتوافق مع مستضدات الكريات البيضاء البشرية (MRDT) المعيار الذهبي. وهناك تقنية أخرى مشابهة تُعرف بزرع دم الحبل السري (CBT)، وتظهر تأثيرات علاجية مقاربة. بل إن بعض الدراسات السابقة اقترحت أن CBT قد يتفوق على MRDT لدى مرضى R/R AML في ظل ظروف غير مثالية.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة يوشيميتسو شيمومورا: "نعتقد أن CBT سيكون خيارًا علاجيًا ممتازًا لمرضى R/R AML في تلك الظروف غير المثالية". "ومع ذلك، لا تتوفر حاليًا بيانات كافية عن استجابة هذه الفئة لهذا الأسلوب".

لجمع هذه البيانات، فحص الفريق معلومات البقاء على قيد الحياة لـ 1,738 مريضًا بالغًا يعانون من R/R AML خضعوا لـ CBT، وقارنها مع 713 مريضًا مماثلين تلقوا MRDT. وأُجريت هذه المقارنات استنادًا إلى معدلات البقاء دون تقدم المرض (PFS) على مدى خمس سنوات لهؤلاء المرضى اليابانيين.

يشرح شيمومورا: "قبل مقارنة معدلات البقاء دون تقدم المرض، أجرينا مطابقة باستخدام درجة الميل (Propensity Score Matching). وقد أخذنا في الاعتبار عوامل مثل عمر المريض، الجنس، مدة العلاج، وغيرها لضمان عدالة المقارنة وتفادي أي تحيز".

وكان من المثير للاهتمام أن المرضى الذين عولجوا بـ MRDT حققوا معدل بقاء دون تقدم المرض لخمس سنوات بلغ 18.1٪، في حين ارتفع هذا المعدل إلى نحو 25.2٪ لدى من تلقوا CBT. وكان الفرق ذا دلالة إحصائية، ما يعني أن هذه النتائج قوية وتعكس فعالية النهج العلاجي.

يوضح شيمومورا: "عند المقارنة بين CBT وMRDT، لوحظ انخفاضًا أوضح في معدل الانتكاس مع ارتفاع طفيف في معدل الوفيات غير المرتبطة بالانتكاس (NRM) بعد CBT". وتدعم هذه البيانات فكرة أن CBT يشكل بديلًا محتملاً يتفوق على MRDT لتحسين توقعات المرضى، مما قد يؤثر مستقبلًا على الإرشادات السريرية لعلاج R/R AML.

وستبحث الدراسات القادمة دور العوامل الجينية في استجابة المرضى لكلتا الطريقتين، كما سينظر الباحثون في جودة حياة الناجين بهدف تحقيق نتائج علاجية أفضل لهذا المرض القاتل.

###

المقال المعنون: «مقارنة بين زرع دم الحبل السري وزرع المتبرع المتوافق مع HLA في سرطان الدم النخاعي الحاد المقاوم أو المرتد»، نُشر في مجلة Leukemia برقم DOI: https://doi.org/10.1038/s41375-021-01474-0

عن جامعة أوساكا

تأسست جامعة أوساكا عام 1931 كإحدى الجامعات الإمبراطورية السبع في اليابان، وتعد اليوم واحدة من أبرز الجامعات الشاملة التي تقدم مجموعة واسعة من التخصصات. تتميز بدافع ابتكار فريد يمتد من البحث الأساسي إلى التكنولوجيا التطبيقية ذات الأثر الاقتصادي. اعترفت بها المؤسسات العالمية مرارًا؛ فقد صنفتها وكالة رويترز كـ «الأكثر ابتكارًا في اليابان» عام 2015 ودُرجت ضمن «أكثر مؤسسات العالم ابتكارًا» عام 2017. وتستفيد الجامعة اليوم من وضعها كمؤسسة وطنية معتمدة من وزارة التعليم اليابانية للمساهمة في الابتكار من أجل رفاهية الإنسان والتنمية المستدامة والتحول الاجتماعي.

الموقع الإلكتروني: https://resou.osaka-u.ac.jp/en

Leukemia 10.